السبت، 31 أكتوبر 2015

نشاطات الدولة الأموية


تميزت الدولة الأموية في الأندلس بنشاط تجاري وثقافي وعمراني ملحوظ، حتى أصبحت قرطبة أكثر مدن العالم اتساعًا بحلول عام 323 هـ/935م، كما شهدت تشييد الكثير من روائع العمارة الإسلامية في الأندلس ومنها الجامع الكبير في قرطبة. كما شهدت فترة حكم الأمويين نهضة في التعليم العام، جعلت عامة الشعب يجيدون القراءة والكتابة في الوقت الذي كان فيه علية القوم في أوروبا لا يستطيعون ذلك.

النشاط الاقتصادي في الأندلس في عهد الدولة الأموية :

تنوع النشاط الاقتصادي في الأندلس في عهد الدولة الأموية في الأندلس بين زراعة وصناعة وتجارة. فقد اهتم المسلمون في عهد الدولة الأموية في الأندلس بالزراعة، فأصلحوا وسائل الري ونظّموها، وبنوا السدود وشقوا القنوات، وأقاموا الجسور والقناطر،واستغلوا مياه المتساقطة من الجبال، وحفروا لها أحواض لتجميعها، واستخدموا بعد ذلك السواقي التي كانت تتراوح أقطارها بين 20-30م لرفع الماء منها. واستخدموا الثيران في تقليب الأرض وإعدادها للزراعة.وبرعوا أيضًا في تنسيق الحدائق، وأدخلوا إلى أوروبا نباتات لم تكن معروفة لدى الأوروبيين كالأرز وقصب السكر والزيتون والمشمش والقطن والفستق. وإلى جانب تلك النباتات زرعوا العنب والتين والرمان واللوز والجوز والبندق والصنوبر والكمثرى والدراق والسفرجل والتوت والتفاح والنخيل والكتان والقمح والشعير.

النشاط الصناعي في الأندلس في عهد الدولة الأموية :

وفي النشاط الصناعي، عرفت الأندلس في تلك الفترة الصناعات الغذائية كتجفيف الحبوب والفواكه ومعاصر الزيتون. وصناعة المنسوجات والصباغة والصناعات المعدنية والزجاج والفخار المُذهب والفسيفساء، والدباغة. والسجاد والسكر والورق والتحف المعدنية اشتهرت الأندلس أيضًا بصناعة الملابس من الكتان والحرير والتي كانت تصل إلى مصر ومكة واليمن كما استخرج الأندلسيون الحديد والذهب والفضة والرصاص والزئبق، كما استخدموا الرخام بألوانه المتعددة.

التجارة في الأندلس في عهد الدولة الأموية :
أما التجارة، فقد راجت التجارة الداخلية والخارجية في الأندلس لسيطرتهم على الحوض الغربي للبحر المتوسط، فكانت موانئ الأندلس تعج بالنشاط والحركة، وقد ذكر ابن حوقل أن بعض المنتجات الأندلسية كالملابس المطرزة والأصواف والأصبغ والحرير والورق والملابس الكتانية والتين المجفف والخزف المُذهب والأسلحة، كانت تصدر إلى مصر وخراسان وغيرها. كما كان للدينار القرطبي قوته الاقتصادية في كل الأندلس وبعض بلدان أوروبا منذ أمر عبد الرحمن الداخل بسكّه، فكانت المبادلات التجارية تتم بالدينار العربي ودينار بيزنطة ودينار غالة الذي سكّه شارلمان. بل ظلت الممالك المسيحية في الشمال تتعامل بالنقود العربية والفرنسية لفترة طويلة من الزمن. تنوعت مصادر دخل الدولة الأموية في الأندلس من الزراعة والصناعة والتجارة والموارد الطبيعية، إضافة إلى ما كانت تفرضه الدولة من خراج على الأراضي وجزية على الذميين وغنائم الحروب والضرائب المفروضة و الرسوم المفروضة على البضائع التي تمر على موانئ الأندلس. وقد بلغت الدولة ذروة نشاطها الاقتصادي في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر حيث يلغت جباية الأندلس من الكور والقرى خمسة ملايين وأربعمائة وثمانين ألف دينار، ومن ضريبة الأسواق سبعمائة وخمس وستين ألف دينار، بالإضافة إلى ما كان يدخل خزائن الدولة من أخماس الأغنام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق